الوجهات

دليل السفر البرتغالي: أهم مناطق الجذب في الغارف

دليل السفر البرتغالي: أهم مناطق الجذب في الغارف

لورا فرينش تستكشف فارو عاصمة الغارف ،  وتزور قرى الصيد الناعسة وتتسلق سواحلها الصخرية

أواجه مسابقة تحديق مع سمكة – شيء ضخم، أسود، ذو ملامح شيطانية ملتف مثل ثعبان مع مقلة عين بحجم إبهامي وفم يبدو أنه على وشك أن يطبق على و يلتهمني. وبجانبها توجد كومة من الكركند اللزج، وكومة من السردين الفضي وثلاثة من أشعة الشمس البراقة.

أنا في السوق المحلي في قرية الصيد “أولهاو” في الغارف. ومن حولي، ينادي السكان المحليون بعضهم البعض باللغة البرتغالية، ويضرب الباعة السمك بسكاكين ضخمة وتنتشر الروائح القوية حولهم – وهو أمر منعش.

أولهاو – القرية الساحلية الناعسة

أنا في رحلة لمعرفة شكل السفر إلى البرتغال في حقبة ما بعد الجائحة، بينما أستكشف جانبًا آخر لإحدى المناطق الأكثر زيارة في البلاد – أولهاو هي بالضبط ما أبحث عنه.

برزت هذه البلدة الساحلية الهادئة كمركز لصيد الأسماك في القرن السابع عشر ولا تزال واحدة من موانئ الغارف الرئيسية. اليوم، يأتي السكان المحليون من أماكن بعيدة لمشاهدة سوقها النابض بالحياة، حيث توجد الأسماك اللاذعة والأطباق البرتغالية الشهية في أجنحة مطلية باللون العنابي تصطف على جانبي المرفأ المتلألئ.

أتصفح صفوفًا من العسل والحلويات والفواكه المجففة والزيتون، ثم أتجول في الحي القديم المرصوف بالحصى في أولهاو، حيث توجد مباني نصف مهدمة في متاجر الحرف اليدوية ذات الألوان البيضاء و الزرقاء والوردية والصفراء (إنه مركز للمبدعين، كما قيل لي بواسطة رسام) وبوتيكات هادئة.

إنه مشهد شاعري، وباستثناء الكمامات، فإنه لا يبدو بعيدًا عن الحياة الطبيعية قبل كوفيد – وإن كان عدد السكان المحليين أكثر بكثير من عدد السياح الأجانب.

هذا شعور اعتدت عليه خلال الأيام التالية، حيث أستكشف المعالم البارزة في فارو و البوفيرا وما حولهما، واكتشف جانبًا أكثر “أصالة” في المنطقة يشتهر بشواطئها وملاعب الجولف والمنتجعات ذات الأسماء الكبيرة.

الفارو – عاصمة الإقليم

يبدأ استكشافي في الفارو. بينما يُنظر إلى عاصمة الغارف عمومًا على أنها نقطة دخول إلى الإقليم وليست وجهة بحد ذاتها، إلا أنني سرعان ما اكتشفت أنها أكثر من مجرد بوابة.

ما إن تشرع في التجول في مدينتها القديمة المسورة حتى تكتشف الممرات المرصوفة بالحصى اللامعة والمداخل اللطيفة والمباني الملونة والساحات التي تصطف على جانبيها الأشجار. تعود الأنماط العربية المعقدة إلى 500 عام أي منذ الاحتلال المغربي للمدينة، بينما تستدعى المنازل نصف المتداعية ذكرى زلزال القرن الثامن عشر الذي دمر العديد من مبانيها.

تقع الكاتدرائية في قلبها، وهي إنجاز مهيب للتأثيرات القوطية وعصر النهضة والباروك وقد تم بناؤها لأول مرة في القرن الثالث عشر وتم ترميمها عدة مرات منذ ذلك الحين. هنا، يعلو برج جرس ضخم الديكورات الداخلية المليئة بالذهب والتماثيل المزخرفة والبلاط الأزرق والأبيض، حيث يمكن للزوار الصعود للحصول على مناظر بانورامية ماتعة للمدينة.

نتوقف لتناول طعام الغداء في الحانة المحلية “تيرتوليا الغارفيا” لتذوق الأطباق الخصوصية للمنطقة – والتي تشمل الكاتابلانا، وطبق المحار المطهي بالطماطم، والروبيان   الملك وسمك الراهب

بعد الغداء، نتجول في “المدينة الجديدة”، وهي شبكة من الممرات المرصوفة بالحصى المشذبة التي تصطف على جانبيها المحلات الراقية والمقاهي الخارجية، حيث يرتشف السكان المحليون الجعة والنبيذ من “ساغريس”.

لكن الأمر لا يتعلق فقط بالثقافة هنا. تأخذ رحلات القوارب الزوار حول منتزه ريا فورموزا الطبيعي القريب – مجموعة من الجزر والبحيرات والمستنقعات والشعاب المرجانية التي تمتد ما يقرب من 40 ميلاً على طول الساحل.

ننتقل إلى جزيرة فارو (الوحيدة التي يمكن الوصول إليها بالسيارة) لرؤية الطيور الغريبة تحلق فوق سطح البحر – هذا طريق للهجرة من أوروبا إلى إفريقيا – ونعرج على الشاطئ الذي نمتلكه بالكامل تقريبًا لأنفسنا. لدي شعور بأن هذا يرجع إلى أن الشاطئ يعد سرًا من أسرار السكان المحليين، ويشتهر بسكان مدينة فارو الذين يتنقلون في ممراته الخشبية و يبحرون بين جزرها، وهو يقع إلى حد كبير بعيدًا عن المسار السياحي الرئيسي.

المشي على طول الساحل لمسافات طويلة “الوديان السبعة المعلقة”

لدي إحساس مماثل عندما نتجول في مسار الوديان السبعة المعلقة، على بعد 50 دقيقة بالسيارة غرب فارو (أو نصف ساعة من البوفيرا)، للقيام بنزهة على طول الساحل.

تُعد هذه الرحلة الدرامية من برايا دا مارينيا، التي تُعتبر واحدة من أكثر مسارات المشي الخلابة في البلاد، تتجول على طول منحدرات الحجر الرملي المحمر لرؤية أقواس البحر الصخرية، والمداخن الشاهقة والصخور ذات اللون الأصفر المغري البارزة من المحيط الأطلسي، وهي مهجورة بطبيعة الحال ولكن ما عدا لبعض الأرواح المغامرة. 

اشترك الآن: النشرة الاخبارية اليومية المجانية للسفر

تأخذك سلسلة من الدرجات الخشبية صعودًا وهبوطًا على المنحدرات عبر الأحراش القاحلة الكثيفة، مع مسارات محددة الطريق تتضمن تسلق الصخور الزلقة. لكن المناظر أكثر من تعوض عن هذا الجهد المبذول، مع نقاط مراقبة عبر أمثال شاطئ بيناجيل، موطن كهف مشهور معتم محفور في الحجر الجيري، وكارفاليو، الخليج الهادئ الذي يقع بين منحدرات بلون الشمبانيا والمياه الخزفية.

نزهة على شاطئ البحر في البوفيرا

في وقت لاحق، نتوجه إلى مرسى البوفيرا على متن قارب سريع مع شركة الرحلات البحرية المحلية “دريم ويف” [موجة الأحلام] لمشاهدة الساحل من منظور آخر، وهو أمر مذهل. نجتاز تشكيلات شهيرة من الصخور مثل صخرة “الغواصة الصفراء”، التي سُميت بهذا الاسم لتشابهها الواضح مع سفينة ذات لون عسلي، ونبحر عبر كهوف كارفويرو لنتعجب من الأسطح الصخرية المكسوة بالرخام والتي تتقوس فوق امتداد أزرق متموج.

بعد ذلك، نسرع في عمق الأمواج، نترنح صعودًا وهبوطًا على الأمواج في محاولة لرصد الدلافين تسبح. لم ننجح في رؤية أي شيء، لكن الشعور بالخارج في عرض البحر دون شاغل يشغلنا في العالم يعوض عن ذلك وأكثر.

لكن في وقت لاحق من اليوم، حدث شيء غير متوقع. أثناء توقف مرتجل في “برايا دوس بسكادوريس”، في المدينة القديمة المرصوفة بالحصى في البوفيرا، نلمح شكلًا غامقًا يتقوس خارج الماء – ثم آخر، وآخر، وآخر.

قريبًا، هناك مجموعة من خمسة دلافين متلألئة تتمايل داخل وخارج المياه على بعد أمتار قليلة من الشاطئ

بدت تلك اللحظة غير المتوقعة وكأنها تلخص جوهر رحلتي. أثبتت أكثر الأشياء التي لا تنسى أنها مفاجأة، تجارب مرتجلة لم أكن أتوقعها – محادثة في متجر حرفي محلي، لقاء مع نوع غير مألوف من الأسماك في سوق مزدحم – وتركتني أرغب في التعمق في منطقة اعتقدت أنني أعرفها بالفعل.


أين تقيم؟ 

باين كليفس، منتجع من لاكشري كوليكشن، البوفيرا: يضم هذا المجمع المترامي الأطراف والصديق للعائلات فيلات فاخرة وشققًا وفندقًا رئيسيًا، مع ملعب غولف من تسعة حفر وأكاديمية تنس ومنتجع صحي ونادي للأطفال وثلاثة مسابح خارجية وشاطئ رملي خاص بين مرافقه. يوجد 11 بارًا ومطعمًا، بما في ذلك بار شمبانيا أنيق، ولكن مصدر الجذب السياحي الحقيقي هو موقعه، حيث يطفو بين قمم المنحدرات الحمراء، مع درجات خشبية تؤدي إلى البحر ومناظر تلجمني بالدهشة عند كل منعطف. تبلغ تكلفة جناح Garden Suite بغرفة نوم واحدة 180 يورو في الليلة في الموسم المنخفض (غرفة فقط).

pinecliffs.com

فندق فارو آند بيتش كلوب، الفارو: يقع أمام مرسى الفارو وعلى بعد خمس دقائق سيرًا على الأقدام من المدينة القديمة، والموقع هو أكبر مركز بيع لأماكن الإقامة في هذا الفندق الصغير والمريح من فئة الأربع نجوم، مع جاكوزي على السطح وبار كوكتيل ومطعم يطل على المدينة. الغرف (في الصورة) مريحة مع إطلالات خلابة على المرسى، والفندق به نادي شاطئي خاص به على بعد أربعة أميال بالسيارة، مع حافلة مكوكية في متناول اليد لمن لا يملكون سيارة. أسعار الإقامة لليلة تبدأ من 84 يورو، شاملة وجبة الإفطار. hotelfaro.pt

مشاركة المقال

عرض التعليقات