تجربة السفر: مشاهدة الحيتان و الدب القطبي في تشرشل ، مانيتوبا ، كندا

الصيف هو اكثر الفصول سحرا لاستكشاف حواف القطب الشمالي الكندي . هلم بنا نكتشف سويا رحلة ميرا داتاني إلى مدينة تشرشل ، بمقاطعة مانيتوبا ، بكندا.

بينما ترتفع درجات الحرارة في الشرق الأوسط في الصيف ، يحدث شيء لا يُصدق في مدينة تشرشل الكندية الواقعة جنوب القطب الشمالي: حيث تتجمع حيتان البيلوغا البيضاء إلى مياه خليج هدسون لتتغذى وتتزاوج وتتكاثر.

مرتدين حلل الغطس الجافة بالاضافة الى اقنعة التنفس التي تغطي وجوهنا بالكامل. استلقى ثلاثتنا على طول قارب الليلو في ألامام والمنتصف و الخلف ، مطمئنين لحركة القارب الدائري المطاطي البطيئة. غمرت المياه وجوهنا ونحن نخوض تجربتنا الأولى للتزلج على المياه. تسبح حيتان البيلوغا من حولنا و تظهر بجسادها الملساء الناعمة بين الحين والاخر ، ثم تعاود الغطس بلطف و بجانبها طفل على احد جانبيها.

تسبح حيتان البيلوغا من حولنا و تظهر باجسادها الملساء الناعمة فوق الماء بين الحين والاخر.

أسفل الماء انتقلنا الى عالم اخر ، عالم حيتان البيلوغا الخيالي و هي تسبح حولنا، بعضها مرح ، وبعضها فضولي ، وبعضها تقترب كثيرا لترى من هولاء  الغرباء.

تشهر بلدة تشرتشل الواقعة في اقص شمال مقاطعة مانيتوبا الكندية، بمشاهدة الاضواء الشمالية والدببة القطبية التى ترى غالبا بين شهري سبتمبر و اكتوبر عندما تتكون الكتل الجليدية في القطب الشمالي.

ولكن للصيف جاذبيتة الخاصة في تلك المدينة البعيدة ، حيث حيتان البيلوغا في وفرة كبيرة ، فهناك ما لايقل عن ثلاثة آلاف حوت في حوض نهر تشرتشل فقط. كما تحط طيور الخرشنة القطبية على كل الصخور المحيطه بالمكان ، وايضا تتوفر امكانيات رصد الدببة و هي تتجه نحو الخليج تحسبا للجليد الذي سوف يتشكل قريبا.

و بالعودة مرة أخرى للقارب الدائري ، فإن طبيعة حيتان البيلوغا المسالمة ظاهرة للعيان. وطيور الكناري البحرية تتجاذب اطراف الحديث بعيدا، تنقر و تصفر و تقرع بلا توقف ، و من الواضح ان شحومها البالغ سمكها خمس بوصات تحافظ لها على دفئها.

وتسبح من حولنا مجددا ، ظاهرتا باجسادها  الملساء الناعمة فوق الماء من حين لأخر ، ثم تغطس بلطف وبجانبها طفل على احد جانبيها. قال مرشد رحلتنا جيسوم رانسوم من وكالة( Lazy Bear Expidition)الاستكشافية ( استمعوا الى غنائها).

تسبح حيتان البيلوغا من حولنا و تظهر باجسادها الناعمة فوق الماء.

في وقت لاحق من ذلك الاسبوع ، استقلينا قوراب الكاياك الى خليج هدسون. ونحن مع مستوى الماء وحيتان البيلوغا تسبح بجانبنا نحو القارب، نحو الشخص الغريب الذي يديد الدفة.  أما للزوار لذين يفضلون القليل من التباعد، توفر الرحلات الاستكشافيةمشاهد لا تقل اثارة على متن السفن الكبيرة .

الحياة البرية ليست سوى نصف القصة في عاصمة الدببة القطبية في العالم. بفضل موقعها على نهر تشرتشل الذي يصب في خليج هدسون ، كانت مدينة تشرتشل في يوم من الأيام اول مركز تجاري مربح لشركة خليج هدسون وقلب تجارة الفراء . كما كانت ايضا محطة ابحاث، و مركز اطلاق صواريخ، و مركز امداد، وقاعدة عسكرية خلال الحرب العالمية الثانية و الحرب الباردة.

من الصعب التخيل الان ان مدينة تشرتشل كانت موطنا لاكثر من 4000 شخص في يوم من الايام ، حتى انه كان بها وكالة سيارات تابعة لشركة فورد. الان يبلغ عدد سكانها 900 نسمة و بها سوبرماركت واحد (Northern Store)  حيث يعلم الجميع من انت. تمتاز مدينة تشرتشل بشوارعها المدمجة مع مبانيها المنخفضة الارتفاع، و القليل من الفنادق و النزل، بما في ذلك نزل (Lazy Bear) المدار عائليا وهو مقر لأفضل مطعم  بالمدينة. ان هناك الكثير من الاشياء المذهلة التي يمكن رؤيتها بتشرتشل.

في السنوات الأخيرة بذلت السلطات الكندية جهودا جبارة لإعطاء لمحة عن تاريخ السكان الاصليين الذين عاشوا بالمنطقة مثل الميتيس، و الانويت، كما هو مبين عن طريق مركز تشرتشل باركس كندا للترجمة في محطة السكك الحديدية. الاستيلاء على الاراضي و اجبار الأطفال على الالتحاق بالمدارس الداخلية كانت واحدة من القصص التي يتم سردها غالبا من جانب شعبي    الانويت، أو الكري المحليين في محاولة لتجريد السكان الاصليين من ثقافتهم.

مرشدنا هاملتون ينحدر من شعب سايسي ديني الذي استقر في تلك المنطقة يقول لنا ( ان كل قصصي موجودة هنا في تشرتشل).  كما يعالج المركز ايضا ظاهرة تغير المناخ، و صور و مقاطع الفيديو تظهر تشرتشل في  قمت زروتها.

من أفضل الخيارات للذهاب الى تشرتشل هو متحف(Isanitq)  متحف الاسكيمو سابقا. وهو المكان المناسب للتعرف على ثقافة شعب الانويت.

ان المنحوتات عن حياة شعب الانويت، و اقنعة الدب القطبي و قرون الحيتان، جعلتني ماسورا لساعات. كما لدي مدينة تشرتشل متجر هدايا ممتاز، على الرغم من انه افضل مكان في المدينة للحرف الشمالية هو متجر (Artic Trading Company) حيث يتواجد بالشارع الرئيسي لمدينة تشرتشل.

بينما تبدو المدينة نائمة فإن من أجمل المتع التجول فيها ،فهناك الكثير لتراه في مدينة تشرتشل. لاتفوت زيارة (Inuksuit) المعالم الحجرية لشعب

 الانويت لتوصيل الرسائل المنتشرة في انحاء المدينة. هذه الجداريات المشرقة التي تبرز جوانب الحياة شبه القطبية لزوار مركز منزل الدب القطبي العالمي. حتى مكتب البريد يعتبر مقصد مهم إذا كنت تريد ختم الدب القطبي في جوازك.

يجب على الزوار الانتباه لعلامات السلامة في ذروة موسم تجوال الدب القطبي، و عدم المشي في الأماكن التي قد تتجول فيها الدببة القطيبة.

يجب على الزوار الانتباه لعلامات السلامة في ذروة موسم تجوال الدب القطبي، و عدم  المشي في الأماكن التي قد تتجول فيها الدببة القطبية.

يخبرنا مرشدنا جايسون: قد يبدو الأمر غريبا ولكن لمعرفة ماهية الحياة في تشرتشل، يعتبر المركز المجتمعي أفضل طريقة لذلك. ان جيسون محق

 فالمركز  عبارة عن مركز اجتماعي، و مكتبة، ومستشفى، و مسرح، وصالة العاب رياضية، وساحة هوكي، وحلبة للتزلج، وحمام سباحة، ومدرسة، و مركز امان الدب القطبي، كل ذلك في مكان واحد.

سجن الدب القطبي: لكن رسميا هي منشاءة احتواء الدب القطبي. هو مثال  آخر على كيفية اختلاف الحياة في تشرتشل. تقوم دوريات الدب القطبي بالقبض و اطلاق سراح الدببة بامان تام. في موسم تجوال الدببة القطبية، يجب على الزوار الإنتباه لعلامات السلامة وعدم الذهاب حيث تتجول الدببة.

بالمنطقة المحيطة بمدينة تشرتشل في الصيف يمكن للزوار الذهاب للتزلج على الجليد و اكتشاف اقليم التندراء في مركبات مصممة خصيصا لذلك. لكل شركة أو نزل  (Lazy Bear Artic Crawler) علامته التجارية الخاصة به كما لدينا في شركة  قوافل استكشافية بمركبات ضخمة ذات اطارات عملاقة ، وهي مثالية لتمشيط المساحات الخضراء الشاسعة، يمكنها الوصول الى إدارة منطقة تشرتشل الحياة البرية رغم بعدها.

 بينما يقوم الجميع بالنظر بحثا عن الدببة القطبية في الافق، فإن الأمر  يستحق ايضا البحث بين الزهور البرية الصيفية فهناك احتمال رؤية الثعالب و الارانب القطبية.

تتجلى طبيعة تشرتشل الغربية بشكل رائع في حطام (Miss Piggy)،  عندنا تحطمت طائرة الشحن هذه فوق المدينة في عام 1979، كانت ازالتها سوف تكلف الكثير، لذلك ظلت هناك. ومنذ ذلك الحين اصبح الحطام المعروف بإسم (Miss Piggy) مشهورا لان حمولة الطائرة كانت مكونة من الخنازير.

من المعالم التي تستحق الزيارة ايضا (Fort Churchill) فورت تشرتشل

في(Cape Mary) كيب ميري وللحصول على منظر خلاب للخليج يمكن الوصول اليها عبر القوارب. وهي قلعة أمير ويلز التي بنيت عن طريق شركة خليج هدسن في القرن الثامن عشر، عندما كان الانجليز و الفرنسيون يتقاتلون على تجارة الفراء.

في احد الأمسيات ابحرنا الى الخليج على متن سفينة الفندق التي سميت على اسم مكتشف القرن الثامن عشر سام هيرن. انه مشهد شاعري  حقا فحيتان البيلوغا تنثر الماء من تحتنا بينما تحلق من فوقها طيور الخرشنة القطبية. ثم فجاءة خرجت شهقة مكتومة و مثيرة من احدنا، كان على الصخور يوجد شبل دب قطبي مع أمه يتجولون في المنحدرات غير منزعجين أو مدركين لوجودنا، و كانت هذه هي المره الأولى التى نري فيها الدب القطبي. وبدائنا بتصوير ومشاهدة الدبين لفترة طويلة قبل ان يختفيا و يبتعدوا عن الانظار.

لاحقا اثناء احتساءنا المشروب بحانة التندراء الوحيدة بالمدينة، لم نستطيع منع انفسنا عن التحدث عما رايناه. لقد راينا الثالوث المقدس الدببة والحيتان و الطيور القطبية، و يالها من مكافاءة لزيارة صيفية لمدينة تشرتشل.

الوصول الى هناك

تقلع العديد من شركات الطيران من دول مجلس التعاون الخليج الى تورنتو. ويمكنك من هناك أخذ رحلة طيران داخلية الى مدينة وينيبغ عاصمة مقاطعة منيتوبا، فهي حقيقتا تستحق الزيارة من أجل ملامحها الناشئة في الفن و الطعام والثقافة. تستغرق الرحلة من وينيبغ الى تشرتشل ساعتين. ولكن نظرا لحالة الطقس الذي لا يمكن التنبوء به فمن الحكمة السفر مبكرا    للاحتياط. أما بالنسبة للزوار محبي المغامرة نرجو التفكير برحلة القطار التي تستغرق ساعتين من وينيبغ الى تشرتشل.